متى تفهم
متى ياسيدي تفهم؟
بأني لست واحدة
كغير من صديقاتك
ولا فتحا نسائيا يضاف الى فتوحاتك
ولارقما من الأرقام يعبر في سجلاتك
متى تفهم؟
متى تفهم؟
أيا جملا من الصحراء لم يلجم
ويا من يأكل الجدري منك الوجه والمعصم
بأاني لن اكون هنا رمادا في سجاراتك
ورأسا بين الاف الرؤوس على مخداتك
وتمثالا تزيد عليه في حمى مزادتك
ونهدا فوق مرمره تسجل شكل بصماتك
متى تفهم؟
متى تفهم؟
بأنك لن تخدرني
او ماراتك
و لن تتملك الدنيا
بنفطك وامتيازتك
وبالبترول يعبق من عباءاتك
وبالعربات تطرحها على قدمي عشيقاتك
بلا عدد فأين ظهور ناقاتك؟
واين الوشم فوق يديك؟
اين ثقوب خيماتك؟
ايا مشقق القدمين ياعبد انفعا لاتك
يامن صارت الزوجات بعضا من هوايا تك
تكدسهن بالعشرات فوق فراش لذاتك
تحنطهن كالحشرات
في جدران صالاتك
متى تفهم؟
متى ايها المتخم؟
متى تفهم؟
بأني لست من تهتم
بنارك او بجناتك
وان كرامتي اكرم
من الذهب المكدس بين راحاتك
وان مناخ أفكاري غريب عن مناختك
ايا من فرخ الاقطاع في ذزرات ذزراتك
ويامن تخجل الصحراء من مناداتك
متىتفهم؟
تمرغ يا أمير النفط
فوق وحل لذاتك
كممسحة
تمرغ في ضلا لاتك
لك البترول فأعصره
على قدمي خليلاتك
كهوف الليل في باريس قد قتل مروءاتك
على اقدام مسومة هناك
دفنت ثاراتك
فبعت القدس
بعت الله
بعت رماد امواتك
كأن حراب اسرائيل لم تجهض شقيقتا تك
ولم تهدم منازلنا
ولم تحرق مصاحفنا
ولاراياتها ارتفعت على اشلاء رايا تك
كأن جميع من صلبوا
على الأشجار في يافا وفي حيفا
وبئر السبع ليسوا من سلا لاتك
تغوص القدس في دمها
وانت صريع شهواتك
تنام كأنما المأساة ليست بعض مأساتتك
متىتفهم؟
متى يستيقظ الانسان في ذاتك؟
نزار قباني
1958